كتاب براهين وجود الله

Les Preuves de l'Existence de Dieu est un livre précieux et merveilleux, de contenu académique, de style littéraire, d'un style élevé et rare

كتاب براهين وجود الله للمؤلف الدكتور سامي عامري وهو

باحث متخصص في دراسات العهد الجديد والاستشراق التنصيري، له عناية بالمذاهب الفكرية الحديثة، خاصة العالمانية وما بعد الحداثة والإلحاد الجديد وبيان ربّانية الإسلام وقدرته على إرضاء العقل وإشباع الفطرة والإجابة على أحدث الأسئلة المعاصرة والإشكالات الحادثة والشائكة.

ما الدليل على وجود الله؟

دليل ذلك كل شيء، ما هو دان منك، وما غاب وراء آفاق بصرك.. نفسك وما حولك.. ما يظلك وما يقلك.. ما يشبعك، وما يمتعك.. كل شيء بما هو شيء، وأعراض الشيء التي في الشيء.. فقط اخلع عصابة الألفة عن عينيك، وانظر إلى كل شيء أنه جديد.. اندهش! وانتبه! وسترى الوجود ينطق طلبا لتفسير.."

بهذه الكلمات ختم الدكتور سامي عامري كتابه الماتع الذي تشبّعت صفحاته بالسلاسة والجمال ووضوح العبارة... كتاب يعجز اللسان عن وصفه.

بدأ المؤلف الكتاب بمدخل إلى أدلة الإيمان بالله، وكان أهم ما فيه مناقشته لحجة العقل والحس والخبر ومناقشته لتناقضات الإلحاد، ثم بدأ الباب الثاني والذي عنون له ببرهان النفس، وفيه برهان الفطرة والأخلاق والعقل والغريزة.

ثم جاء باب براهين الوجود على الله وفيه تكلم عن برهان الإمكان، وبرهان المعنى، وبرهان الخلق. وفي الباب الرابع تكلم عن برهان الضبط في الفيزياء وبرهان الضبط في الأحياء وأخيرا برهان الجمال.

في كونٍ بلا معنى يصبح الخيرُ والشرُ سواء، تصبِحُ الحياة باهتة بلا ملامح، يخيِّم الظلام الحالك على الجميع، فيسيرُ الكون في عماية إلى الفناء، وتمورُ الحياة في عشوائية لا تعرفُ إلا الصراع الدامي الذي يأكلُ فيه القوي الضعيف ولا لوم عليه، ويُنظَرُ فيه للمهمومِ الحزين بتفلسُفٍ باردٍ يقول لسانُ حالِه: ما همومك وأحزانُك تلك إلا محض تفاعلات كيميائية في دماغك المليء بالوصلات العصبية التي تجري خلالها النبضات الكهربائية، وما دموعك إلا ماءٌ ينهمرُ لذاك الشعور، ثم لا يلبثُ أن يجِف كأي ماء مالح.

في كونٍ بلا معنى تصبح لوحات الجمال البديعة التي نراها في بسمة أحبتنا، وفي ضمة والدينا، وفي عطفنا على المحتاجين، وفي إنسانيتنا جمعاء...تصبح تلك اللوحات مجرد أعراض حادثة بلا هدف إثر تجمُّعٍ عشوائي لألوان مختلفة لتُعطي صورة لا تختلف اختلافًا كبيرًا عن صور قتل الأطفال، ومحارق النازية، وانتحار الحيتان على شواطئ استراليا، واغتصاب الألمانيات على يد السوفييت والأمريكان.. في كونٍ بلا معنى، كل فعلٍ سواء بالمعنى الحرفي للسواء.

في كونٍ بلا معنى.. لا معنى للحُب ولا للكُره؛فأهلُك وأحبابُك وأصحابُك لا داعي للحزن على فراقهم، فهم ذراتٌ تتبدد وتسيرُ حثيثًا إلى الفناء مع الكون،وهم من عدمٍ إلى عدم، فلا تحترِقن أسفًا.. فذلك اللامعنى الجامد

لا معنى لكُره ظالمٍ أو الحنَقِ على مغتصب؛ إذ هو أسيرُ جيناته العمياء التي تدفعُهُ ناحية البقاء، وتسوقه لفعل الأمور التي لا معنى لقبيحها ولا سيئها بلا إرادة.. في كونٍ بلا معنى تُرسَمُ لوحة بلونٍ واحد بريشة العدمية.

لا معنى لإضحاك طفل صغيرٍ أو رميه من على جبل، وكلا الأمرين سواءً إذا استخدمت رجلًا ضعيفًا هزيلًا كوقودٍ يدفئُك في الليالي الباردة أو استخدمت حطبًا كان مُلقًى في قبو منزلك.. كلاهما ذرات الكربون التي ستحصُل على الدفء منها.

المعنى يكتنِفُ الإنسان شاء أم أبى، ويدفعُه إلى الإلتزام به..

فيُلزِمُهُ أن يُقر بالحقيقة الموضوعية للأخلاق، ويُلزمه أن يقر بحقيقة الجمال الموضوعي، ولا مهرب ولا مناص ولا ملجأ له من ذلك، لينتهي الأمر بإقراره طوعًا بلسانه أو كرهًا بأفعاله أن للكون حكمة وغاية وأن الإنسان مُكرم عن باقي المخلوقات.